أيهما أهم.. أعمال الإنسان الباطنية أم الخارجية؟

زائر

أيهما أهم.. أعمال الإنسان الباطنية أم الخارجية؟

إن الأعمال الباطنية أهم بكثير من الأعمال الخارجية ومثال على ذلك:
الصلاة: ظاهر الصلاة قيام وقعود وركوع وسجود وقراءة وذكر وتشهد وتسليم...
وباطن الصلاة: النية والخشوع والتوجه وعدم الرياء والإنقطاع إلى الله...
قيمة الصلاة بباطنها وليس بظاهرها، وكذلك سائر العبادات، فالباطن هو الأساس في كل العبادات، وان كان الظاهر لا غنى عنه وان الظاهر يتفرع منه ـ أي من الباطن ـ ، وباطن الإثم لا يظهر على جوارح الانسان.

ما هو الدليل على ما تقدم؟
قال تعالى: (وذروا ظاهر الإثم وباطنه إن الذين يكسبون الإثم سيجزون بما كانوا يقترفون) الأنعام/ 120.
وقال تعالى: (... ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن...) الأنعام/ 151.
وقال تعالى: (... ولكن يؤاخذكم بما كسب قلوبكم...) البقرة/ 225.
وقال تعالى: (... فإنه آثم قلبه...) البقرة/ 283.
وقال تعالى: (... وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله...) البقرة/ 284.
وقال تعالى: (... إن السمع والبصر والفؤاد كلّ أولئك كان عنه مسؤولا...) الإسراء/ 36.
وقال تعالى: (... إن الين يحبون أن تشيع الفاحشةُ في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون) النور/ 19.

إذن بصريح الآيات المتقدمة نستخلص ما يلي:

1- إن للإثم أو للذنب ظاهر وباطن، وقال تعالى: (وذروا ظاهر الإثم وباطنه...) الأنعام/ 120.

2- إن الذين يرتكبون الإثم الظاهري أو الباطني سينالهم العذاب يوم القيامة، قال تعالى: (وذروا ظاهر الإثم وباطنه إن الذين يكسبون الإثم سيجزون بما كانوا يقترفون) الأنعام/ 120.

3- إن الله عزوجل يعاقب الإنسان الذي يرتكب الإثم ولو كان باطنياً فقط، قال تعالى: (... ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم...) البقرة/ 225.

4- إن القلب يأثم كما تأثم الجوارح كالعين واليد والأذن والرجل وغيرها، قال تعالى: (... فإنه آثم قلبه...) البقرة/ 283.

5- إن الجوارح والجوانح بينها ارتباط مباشر ووحدة علاقة بالأعمال الصالحة والطالحة، قال تعالى: (... إن السمح والبصر والفؤاد كلّ أولئك كان عنه مسؤولا...) الإسراء/ 36.

6- إن الذين يضمرون الذنب لهم عذاب أليم ليس فقط في الآخرة، بل في الدنيا والآخرة، قال تعالى: (... إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون) النور/ 19. لم يقل (إن الذين يشيعون الفاحشة)، بل قال: (... إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة) ونحن نعلم إن الحب شيءٌ قلبي.

7- إن الله تعالى مطلع على خفايا الأمور، وهو الذي يعلم بأسرار وأفكار ونوايا وعقائد ووساوس الناس، وليس البشر، قال تعالى: (... إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشةُ في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون) النور/ 19.

وكما إن الله عزوجل مطلع على أعمال العباد الظاهرية فهو مطلع عليهم بما أخفوا في أنفسهم وما تحدثت به أنفسهم لهم، قال تعالى: (ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد * إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد * ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد) ق/ 16-18.

جداااااااااا رااااااائع

cyclops