فضل يوم عرفة (9 ذي الحجّة)
إن الليالي والأيام، والشهور والأعوام، تمضي سريعاً، وتنقضي سريعاً, هي محط الآجال, ومقادير الأعمال، وقد فاضل الله بينها فجعل منها: مواسم للخيرات، وأزمنة للطاعات، تزداد فيها الحسنات، وتكفّر فيها السيئات، ومن تلك الأزمنة العظيمة القدر الكثيرة الأجر:
1- يوم عرفة أحد أيام الأشهر الحرم، قال تعالى: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ مِنْها أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ} سورة التوبة: 39، والأشهر الحرم هي: ذو القعدة، وذو الحجة، ومحرم، ورجب، ويوم عرفة من أيام ذي الحجة.
2- يوم عرفة أحد الأيام المعلومات التي أثنى الله عليها في كتابه قال تعالى: {لِيَشْهَدوا مَنافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُروا اسمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلوماتٍ} سورة الحج:28، قال ابن عباس رضي الله عنه: الأيام المعلومات: عشر ذي الحجة.
3- يوم عرفة أحد الأيام العشرة التي أقسم الله بها منبهاً على عظم فضلها وعلوّ قدرها، قال تعالى: {وَلَيَالٍ عَشْرٍ} سورة الفجر:2، قال ابن عباس رضي الله عنه: إنها عشر ذي الحجة.
4- يوم عرفة أحد الأيام العشرة المفضلة في أعمالها على غيرها من أيام السنة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ما من عمل أزكى عند الله ولا أعظم أجراً من خير يعمله في عشر الأضحى قيل: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال ولا الجهاد في سبيل الله، إلاّ رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء» رواه الدارمي وحسّن إسناده الشيخ الألباني في كتابه إرواء الغليل.
5- صيام يوم عرفة: فقد جاء الفضل في صيام هذا اليوم على أنه أحد أيام تسع ذي الحجة التي حث النبي صلى الله عليه وسلم على صيامها، فعن هُنيدة بن خالد رضي الله عنه عن امرأته عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: «كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم تسع ذي الحجة ويوم عاشوراء وثلاثة أيام من كل شهر»، صححه الألباني في كتابه صحيح أبي داود.
6- عظم الدعاء يوم عرفة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «خير الدعاء دعاء يوم عرفة »، قال ابن عبد البر رحمه الله: وفي ذلك دليل على فضل يوم عرفة على غيره.
7- كثرة العتق من النار في يوم عرفة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبداً من النار من يوم عرفة»، رواه مسلم.
8- مباهاة الله بأهل عرفة أهل السماء، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الله يباهي بأهل عرفات أهل السماء» رواه أحمد .
9- التكبير: فقد ذكر العلماء أن التكبير ينقسم إلى قسمين: التكبير المقيد الذي يكون عقب الصلوات المفروضة، ويبدأ من فجر يوم عرفة، وأما التكبير المطلق فهو الذي يكون في عموم الأوقات ويبدأ من أول ذي الحجة، حيث كان ابن عمر وأبو هريرة وأصحابهم رضي الله عنهم يخرجون إلى السوق يكبرّون ويكبر الناس بتكبيرهم.
10- فيه ركن الحج العظيم قال النبي صلى الله عليه وسلم: «الحج عرفة» متفق عليه.