غاوى الحب عضو ماسي
عدد الرسائل : 623 تاريخ التسجيل : 17/02/2008
| موضوع: هل تقرئين القرآن كأنما عليكِ أنزل ؟؟ 2008-07-13, 17:38 | |
| السلام عليكم و رحمة الله و بركاته،،
إنها وصية بعض أهل العلم لابنه " إقرأ القرآن و كأنه عليك أنزل " : بالأمس كنا في رحاب شهر القرآن، و الكل حريص على إنهاء الختمة تلو الختمة ، فمجرد تلاوته فيها الثواب الوفير لقوله عليه الصلاة و السلام : من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة، و الحسنة بعشر أمثالها. لا أقول : آلم حرف، ولكن ألف حرف وميم حرف \ حديث صحيح و لكن لمَ نكتفي بهذا القدر، و نحرم أنفسنا لذة استشعار إعجاز هذا القرآن العظيم ؟.. كيف ذلك ؟ دعوني أشارككم بتساؤل كان يخطر في بالي عبر السنين لدى متابعة صلاة التراويح من الحرم المكي، و رؤية الإمام يبكي بخشوع و رهبة أثناء تلاوته لسور مثل هود و الشعراء و القصص.. أقول في نفسي : يا الله هل هذا الإنسان من عالمنا و يعيش بيننا فعلا ؟! ما شاء الله ، أي درجة من الورع و الوصل جعلته يبكي خشوعا لآيات تروي قصصاً.. و لا أخفيكم أنني كنت أمر بسرعة نسبيا على سور الثلث النصفي من القرآن الكريم التي تتركز فيها قصص الأنبياء، ثم أعود للترتيل و تدبر المواعظ بعدها الحقيقة التي لم أكن أدركها واقعياً، هي أن هذا القرآن العظيم هو معجزة الله تعالى الخالدة لكل زمان و مكان بالتالي فإنه لا بد أن كل حرف من حروفه يهدي للتي هي أقوم، و إن لم يحصل ذلك، فالعيب منا نحن أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا \ محمد 24 يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِ اللَّيْلَ إِلاَّ قَلِيلاً (2) نِصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً (4) جاء في تفسير ابن كثير : وَقَوْله تَعَالَى" وَرَتِّلْ الْقُرْآن تَرْتِيلًا " أَيْ اِقْرَأْهُ عَلَى تَمَهُّل فَإِنَّهُ يَكُون عَوْنًا عَلَى فَهْم الْقُرْآن وَتَدَبُّره وَكَذَلِكَ كَانَ يَقْرَأ صَلَوَات اللَّه وَسَلَامه عَلَيْهِ . قال ابن مسعود رضي الله عنه : " لا تهذوا القرآن هذَّ الشعر، و لا تنثروه نثر الدَّقَل(أي تقرؤوه بسرعة)، و قفوا عند عجائبه، و حركوا به القلوب، و لا يكن هم أحدكم آخر السورة " و من أجل تحقيق التدبر ، يجدر بنا محاولة فهم معاني القرآن بالرجوع إلى التفاسير( و من أروعها تفسير سيد قطب رحمه الله)، ثم محاولة ربط هذه المعاني بواقعنا. ::: سبحان الله ، عندما جربت التدبر ( أي التفكر مع الترتيل، و قد كنت سابقا أكتفي بالترتيل فقط ظنا مني أنه تدبر) ذقت طعماً آخر للقرآن و أحسست به يخاطبني و ينذرني و يعدني و يطمئنني في كل آية.. حتى في قصص الأنبياء التي كنت أحسبها قصص أقوام مضوا هذه وقفات خاطفة عند بعض الآيات التي تعرفت عليها منذ شهر واحد فقط .. :: فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا لَوْلَا أُوتِيَ مِثْلَ مَا أُوتِيَ مُوسَى أَوَلَمْ يَكْفُرُوا بِمَا أُوتِيَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ قَالُوا سِحْرَانِ تَظَاهَرَا وَقَالُوا إِنَّا بِكُلٍّ كَافِرُونَ \ القصص48 أليس حالنا حال هؤلاء القوم ؟ يا رب لو تكرمني بكذا، أعدك أن أفعل كذا .. عهداً علي إن حصل هذا، لأجعلن حياتي مستقيمة .. لو أوتى مثل ما أوتيت فلانة ، لن أعود لفعل كذا أبدا.. يكرم و يحصل و نؤتى ، و لا ننفذ عهودنا، بل نعود لـ " لو " ... وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ \ لقمان21 نحن اليوم لا نجادل في مسألة توحيد الله، و لكن كم من مرة دعينا للحق في مسألة، فرفضناها من غير تفكر، فقط لأننا "طول عمرنا نفعل كذا " و هكذا ربينا و هكذا فعل آباؤنا و أجدادنا من قبلهم.. أيعقل أن كل هؤلاء كانوا على غير هدى ؟؟؟ هذه الآية أمامنا تجيب : نعم ممكن ! وَجَعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعُوا فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ \ إبراهيم 30 أنداد أولئك القوم كانت أصناما، و أندادنا اليوم هوى نتبعه و نعلي كلمته على كلمة الله تعالى.. و هذا شرك خفي! فإن لم نتقِ الله و نتنبه من غفلتنا ، هذا الوعيد الشديد موجه إلينا نحن اليوم.. نسأل الله العفو و العافية ::: إنه التدبر .. هذا هو السر إذاً، إن إمام الحرم من عالمنا هذا و لكنه أعطى كتاب الله حقه من التدبر ، فرفعه القرآن و نحن، لو أخلصنا النية و حاولنا بصدق ، لفتح لنا هذا القرآن آفاقاً جديدة مثل من يحمل القرآن بين يديه و يكتفي بثواب التلاوة، كمثل من يمسك مفاتيج جنات و أنهارا، و لكنه يكتفي بالتمتع بالنظر إليها من شرفة منزله من بعيد بالتدبر يصبح كتاب الله ربيع قلوبنا و نور صدورنا و جلاء همومنا و غمومنا هذا القرآن الكريم الذي بين أيدينا ، فيه كفاية جميع مطالبنا من شغله القرآن عه مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين \ إسناده صحيح فنحن كمن يحمل مفتاح الفرج لجميع أمره في علبة مغلقة، و يشغله هم الدنيا و التفكير و التدبير عن النظر إلى ما بين يديه و الاستعانة به .. لو أنه فقط يفتح العلبة ! | |
|
ملاك روحي عضو مميز
عدد الرسائل : 716 تاريخ التسجيل : 24/06/2008
| موضوع: رد: هل تقرئين القرآن كأنما عليكِ أنزل ؟؟ 2008-07-13, 21:39 | |
| | |
|
زهرة أماسي المدير العام
عدد الرسائل : 731 تاريخ التسجيل : 06/02/2008
| موضوع: رد: هل تقرئين القرآن كأنما عليكِ أنزل ؟؟ 2008-07-14, 16:20 | |
| | |
|